-A +A
مشعل الحربي (رابغ)
اعتبر مختصون بالشأن الاقتصادي، أن اقامة مدينة صناعية ضخمة بمدينة رابغ، بالتزامن مع المشاريع الاستثمارية الكبيرة في المجال السياحي، حدثا تاريخيا، ينضم الى سلسلة المشاريع الضخمة المقامة بالمنطقة، من شأنها أن توفر آلاف الفرص الوظيفية، وتنعكس مردوداتها بالانتعاش على كافة النواحي التجارية والعقارية والاجتماعية.

مئات الآلاف من الوظائف

مدير الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة رابغ الاستاذ (حامد أبو حريب) قال إن رابغ اليوم تشهد حزمة من أهم المشاريع الاقتصادية والصناعية والسياحية، فإضافة إلى أن العمل الان يسير في إنشاء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ على قدم وساق، نجد أن هناك مشاريع أخرى، في طور الانشاء او الترسية أو التخطيط، وعلى سبيل المثال المدينة الصناعية الضخمة المزمع اقامتها من قبل وزارة الصناعة والتي ستكون عامل جذب للكثير من الشركات، وكذلك الاستثمار السياحي «البحري» الكبير والذي تزيد مساحته عن 75 مليون متر مربع،وما سيرافقه من اقامة العديد من المشاريع، مما يعني توفر مئات الالاف من الفرص الوظيفية للشباب السعودي المؤهل في مثل هذه المجالات، بالاضافة للعوامل الاخرى والتي ستنعكس ايجابا على الحركة التجارية في مدينة رابغ وما جاورها، وسيرافق ذلك انتعاش عقاري جديد سواء على مستوى اسعار الاراضي، أو فيما يتعلق ببناء العمائر والمحال التجارية، وايضا فمن المتوقع أن تشهد المنطقة كذلك انتعاشا تجاريا.



حدث تاريخي

ومن جانبه قال المحلل الاقتصادي د.سالم باعجاجه، إن مدينة رابغ مرشحه لأن تكون إحدى أكبر وأهم المدن الاقتصادية والصناعية على مستوى الشرق الاوسط، لوجود المقومات المساعدة لدعم البناء الاقتصادي،وهذه الخطوة نحو انشاء مدينة اقتصادية ضخمة على غرار ما هو موجود في الجبيل وينبع، فإن ذلك يعتبر حدثا تاريخيا ستنعكس آثاره الايجابية على النمو الاقتصادي في المملكة، وبالتالي سيكون هناك استقطاب لرؤوس الأموال المحلية والاجنبية للاستثمار في هذه المدينة الصناعية، والتي تبلغ مساحتها 72 مليون متر مربع وهي مساحة كبيرة ستنعش المنطقة وتزدهر به وينعكس مردودها الايجابي على سكان المنطقة، مما سيكرس الكثافة السكانية، والتوسع العمراني، وأتوقع أن تزداد مساحة مدينة رابغ عشرات المرات بسبب هذه المشاريع المتلاحقة بها، وذلك سينعكس ايجابا على توفير الخدمات الاساسية وعلى الحركة الاقتصادية، وسينعكس ايجابا على زيادة الانتاج المحلي والذي بدوره سيرفع من دخل الفرد.

وأضاف د. با عجاجه، ويتكامل مع الدور الصناعي والاقتصادي، الاستثمار في القطاع السياحي، والذي سيكون رافدا مهما نظرا لما تمتلكه مدينة «رابغ» من شواطئ بكر، حان الوقت لاقامة العديد من المشاريع الاستثمارية بها، وتبذل البلدية هناك جهودا كبيرة، للاستثمار في هذا الجانب، مما سينتج عنه توفير مناخ ترفيهي على أسس عصرية مع توافر لجميع الخدمات، خاصة وأن المساحة المحددة تعتبر متميزة بشريط طوله 30 كيلو متر.



بيئة جاذبة للاستثمارات المحلية والاجنبية

و قال المختص الاقتصادي فضل بن سعد البوعينين أصبحت المدن الصناعية تشكل أهم الأسس الحديثة التي يبنى عليها الإقتصاد الفتي. يمكن من خلالها تنشيط حركة الإنتاج والإدارة، و توطين الوظائف، ودعم المجتمع وتنميته، والحد من الهجرة المناطقية، وجذب الإستثمارات الأجنبية التي يمكن لها أن تنقل الخبرات العالمية إلى المجتمعات العربية،. لذا يمكن أن نقول ان المدن الصناعية أصبحت تمثل أهم مقومات بناء الدول المتقدمة التي تتطلع إلى حجز موقعها الأمثل في عالم الحضارة.

لذا أعتقد أن المنطقة الصناعية المزمع إنشاؤها قريبا في المنطقة الواقعة بين «رابغ» و «مستورة» ستحقق بإذن الله، الإيجابيات الداعمة للإقتصاد الوطني، وللمنطقة التي أقيمت فيها، وللشعب السعودي بأسرة.

كنت كتبت قبل عامين تقريبا حول تعميم تجربة المناطق الصناعية في مناطق المملكة، والحمد لله أن رأينا اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في إرساء استراتيجية تنمية المناطق وتعميم تجربة المدن الصناعية والإقتصادية والتقنية، وهي الإستراتيجية المباركة بإذن الله التي ستجني البلاد والعباد خيراتها في المستقبل المنظور. مما يميز المدينة الصناعية الجديدة ملاصقتها لمدينة الملك عبدالله الإقتصادية

واضاف قائلا أننا أصبحنا أمام منظومة اقتصادية متكاملة تعكس عمق التفكير الإستراتيجي الذي تنتهجه حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.

دون أدنى شك فالمدن الصناعية، ومن ضمنها المدينة الجديدة، أصبحت تشكل أهم الأسس الحديثة التي يبنى عليها الإقتصاد الفتي. يمكن من خلالها تنشيط حركة الإنتاج والإدارة، وجذب الإستثمارات الأجنبية التي يمكن لها أن تنقل الخبرات العالمية إلى المجتمعات العربية. لذا أصبحت المدن الصناعية، والتقنية، والإقتصادية، أحد أهم مقومات بناء الدول المتقدمة التي تتطلع إلى حجز موقعا لها في عالم الحضارة. لذا لم يكن مستغربا أن تكون المناطق التقنية ذات البنية التحتية المتقدمة عامل جذب للإستثمارات الأجنبيه وعامل دعم لقيام الصناعات الوطنية.

كما أن القطاع العام السعودي سيستفيد إستفادة كبيرة من إنشاء المدينة الصناعية الجديدة في المنطقة الواقعة بين «الجحفة» و «صعبر» التي ستعمل على جذب الإستثمارات الأجنبية، وستشجع الإستثمارات المحلية ما يعني زيادة كبيرة في مجمل الناتج المحلي، وتنوع كبير في نوعية الصناعات، والصادرات السعودية وهو ما يعني تنوعا في الدخل وإيجاد قنوات ضريبية جديدة يمكن أن تشكل رافدا جديدا من الإيرادات غير النفطية الداعمة للميزانية السعودية.

أما القطاع الخاص، فسيكون أكثر المستفيدين من توفر المدن الصناعية، حيث البيئة المناسبة لإنشاء المشاريع الصناعية المتطورة. جاهزية البنية التحتية ستوفر على رؤوس الأموال الخاصة الكثير من المصاريف التي سيضطرون إلى دفعها في حالة عدم توفر البيئة الحاضنة لاستثماراتهم الصناعية، او ما يمكن أن نطلق عليها، المدن الصناعية.

إضافة إلى ذلك، فالمدينة الصناعية المزمع إنشاؤها قريبا، يمكن لها أن تجمع بين أنواع كثيرة من المصانع والمنشآت الإنتاجية التي يمكن لها أن تشكل صناعات تكاملية في مساحة جغرافية واحدة، كما هو الحال في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين.

من الناحية الإجتماعية أعتقد أن المدينة الصناعية الجديدة سوف تسهم في تنمية المجتمع من جميع جوانبة، فالمدن الصناعية تهتم كثيرا في إنشاء بنية تحتية متكاملة وتربطها بتوفير الخدمات التامة الداعمة لتلك المدن، مثل الخدمات الصحية، التعليمية، الرياضية، الخدمات البلدية.

واستطرد قائلا ان كل هذا يصب في مصلحة المجتمع ويساعد في خلق تنمية إجتماعية مصاحبة للتنمية الإقتصادية التي أنشئت من أجلها المدن الإقتصادية.

إضافة إلى ذلك، فإن المدن الصناعية ستخلق فرصا وظيفية لأفراد المجتمع وهو ما سيساعد في رفع المستوى المعيشي للأفراد والأسر.

يمكن للمدينة الصناعية الجديدة أن تسهم مساهمة فاعلة في خفض نسبة البطالة من خلال خلق الفرص الوظيفية المنبثقة من المصانع والمنشآت المستثمرة، وأن تعمل على توطين الوظائف ووقف عمليات الهجرة الداخلية.

إضافة إلى ذلك فإن المدينة الصناعية يمكن لها، ومن خلال المصانع والمعاهد، أن تنمي مهارات الأفراد وتساعد في تدريبهم التدريب الأمثل ما يعود بالنفع الكبير على الأفراد والمجتمع في الوقت نفسه.

أسأل الله سبحانه وتعلى أن يبارك لنا في الإستراتيجية التنموية المناطقية التي ينتهجها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأن يجزل لهما المثوبة والعطاء على كل ما يقدمانه من خير لخدمة الدين، ثم الوطن والمواطنين.



الشريط الساحلي

كما أشرت فيما مضى، فإننا نتحدث عن منظومة إقتصادية متكاملة وفق الله «رابغ» أن تكون مقرا لها، والواجهة البحرية الممتدة من رابغ حتى مستورة بطول 30 كيلا هي ثورة سياحية بكل ما تعنيه الكلمة، فنحن نتحدث عن مدينة ساحلية، أكثر مما نتحدث عن شريط ساحلي، على أعتبار أننا سنشاهد الكثير من الفنادق السياحية، والمقار الترفيهية، والنوادي الساحلية التي ستعطينا في النهاية موقعا سياحيا من الدرجة الأولى ربما نافس الكثير من المناطق السياحية الساحلية، خصوصا إذا ما أخذنا في الإعتبار نوعية البناء والتشييد، وتوفر الخدمات، وقرب الموقع من المدينتين الصناعية والإقتصادية إضافة إلى توفر الأمن العامل المهم لنجاح المواقع السياحية العالمية. لا أستبعد أن يكون الشريط الساحلي الجديد ضمن أفضل المواقع السياحية العالمية إعتمادا على الخطط الأولية، والتصورات التي يفترض أن تطبق على أرض الواقع.

الواجه البحرية المزمع إنشاؤها ستسهم كثيرا في دعم السياحية الداخلية، وإضفاء صفة تنافسية مميزة على المدينة الصناعية الجديدة، ومدينة الملك عبدالله الإقتصادية، ولعلها تكون فاتحة خير وبركة للإهتمام بالمشاريع السياحية المفتوحة التي تنعش المدن والمناطق وتساعد كثيرا في تنشيط السياحة الداخلية، وتعمل على تأسيس قاعدة متقدمة يمكن أن تبنى عليها استراتيجيات جذب السياحة الخارجية بإذن الله.